الثالوث التقليدي مقابل الثالوث النووي: تحوّل في مفاهيم الردع

الثالوث التقليدي مقابل الثالوث النووي: تحوّل في مفاهيم الردع
في عالم الاستراتيجيات العسكرية، نشأت مفاهيم دفاعية متعددة عبر الزمن، وأحد هذه المفاهيم المهمة هو “الثلث التقليدي” و”الثلث النووي”. تلك الاستراتيجيات التي كانت تُستخدم في فترات الحرب الباردة وامتدت لتأخذ أبعادًا جديدة في عصرنا الحالي، في ظل التنافس العسكري المتزايد بين الدول الكبرى.
الثلث النووي:
الثلث النووي هو مفهوم استراتيجي يعكس توزيع الأسلحة النووية على ثلاث ركائز رئيسية لضمان الردع المتبادل. تلك الركائز هي:

يُشكل ما يصل إلى 400 صاروخ من طراز مينيوتمان 3 الجزء الأكثر استجابةً في الثالوث النووي. وقد ظلت قوة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الأمريكية في حالة تأهب مستمر على مدار الساعة منذ عام 1959. وسيبدأ برنامج الردع الاستراتيجي الأرضي استبدال صواريخ مينيوتمان 3 وتحديث منشآت إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات البالغ عددها 450 في عام 2029.
- الصواريخ الباليستية العابرة للقارات على اليابسة.
- الغواصات النووية التي تحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات.
- القاذفات الاستراتيجية التي تطير عبر الأجواء وتقوم بضرب أهداف استراتيجية.
كما توزيع الأسلحة على هذه الركائز الثلاث يجعل من الصعب على أي قوة عسكرية تدمير القدرة النووية للعدو بشكل كامل، حتى في حالة الهجوم المفاجئ، مما يضمن قدرة الردع.
الثلث التقليدي:
هكذا مع تطور قدرات الضربات الدقيقة، بدأ الاهتمام بتطوير “الثلث التقليدي”، الذي يتضمن ثلاث ركائز مشابهة للثلث النووي، لكنه يعتمد على أسلحة تقليدية بدلاً من الأسلحة النووية. الركائز التقليدية تتضمن:
- الصواريخ الباليستية التقليدية بعيدة المدى.
- الغواصات التقليدية التي تطلق صواريخ هجومية أو مضادة للسفن.
- القاذفات المقاتلة التي تحمل صواريخ دقيقة وتستطيع تنفيذ ضربات في مناطق متعددة.
إن بناء “ثالوث تقليدي” يتطلب نقل التحدي العسكري من الأسلحة النووية إلى الأسلحة التقليدية مع الحفاظ على إمكانية الرد السريع والفعال في أي وقت.
الفرق بين الثالوث النووي والثالوث التقليدي:
الاختلافات الرئيسية بين “الثلث النووي” و”الثلث التقليدي” تكمن في نوع الأسلحة المستخدمة:
- الأسلحة النووية توفر تهديدًا غير تقليدي ولكنه قوي جدًا من حيث الردع، لكنها تحمل مخاطر كارثية في حال استخدامها.
- الأسلحة التقليدية، بالرغم من فعاليتها، إلا أنها قد لا توفر نفس مستوى الردع النووي في الحالات القصوى مثل الهجوم على الأراضي أو الأسلحة الاستراتيجية.
الثلث التقليدي والردع المتبادل:
إن الهدف الرئيسي من بناء “الثالوث التقليدي” هو توفير القدرة على تنفيذ ضربة ثانية مؤكدة ضد الخصم، مما يحسن الردع العسكري في الأزمات من دون تصعيد نووي.
الصراع التقليدي الجديد:
التحديات الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة في مواجهة الصين، على سبيل المثال، تكمن في تفوق الصين المتزايد في قدرات الضربات الدقيقة التقليدية، مما يضع ضغطًا على القوة العسكرية الأميركية لخلق تحولات استراتيجية في كيفية الردع العسكري، وإعطاء الأولوية للثقة في القدرة على توجيه الضربة الثانية التقليدية.
خاتمة:
الانتقال من “الثالوث النووي” إلى “الثالوث التقليدي” يعكس توازنًا دقيقًا في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في مواجهة القوى الصاعدة، وخاصة الصين، مما يعزز من قدرة الردع التقليدي بشكل يناسب التحديات العسكرية الحديثة.

تُعد أربع عشرة غواصة نووية. من فئة أوهايو العنصر الأكثر قدرة على الصمود في الثلاثية النووية. يتميز تصميمها الشبح الذي يجعل العثور عليها أمرًا شبه مستحيل، مما يثير قلق الخصوم المحتملين. من المقرر أن يبدأ برنامج الغواصات النووية من فئة كولومبيا في استبدال غواصات فئة أوهايو بدايةً من أوائل ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
التطورات العسكرية الصينية في العقود الأخيرة
إقرأ أيضًا عن: