
أفول القرن الأميركي: تفكيك الوهم الإمبراطوري من داخل المؤسسة الأميركية
(أفول القرن الأميركي)، يقدم المؤرخ والمفكر الأميركي أندرو باكفيتش قراءة نقدية حادة لتاريخ الولايات المتحدة في القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين،عرض تحليلي لكتاب “Twilight of the American Century” للمفكر أندرو باكفيتش. يكشف من الداخل بنية الهيمنة الأميركية وتفكك سرديتها. من فيتنام إلى العراق. قراءة نقدية تُضيء التحولات العميقة في دور الولايات المتحدة عالميًا وداخليًا.
في كتابه العميق Twilight of the American Century (أفول القرن الأميركي). يقدم المفكر والمؤرخ الأميركي أندرو باكفيتش شهادة فكرية جريئة. تُفكك من الداخل خطاب الهيمنة الأميركية الذي سيطر على المشهد الدولي منذ منتصف القرن العشرين. من خلال مقالات وتحليلات متراكمة عبر العقود، يعيد باكفيتش قراءة التجربة الأميركية بوصفها سردية أيديولوجية هشّة أكثر منها مشروعاً واقعياً قابلاً للاستمرار.
✴️ أميركا بين الهيمنة والوهم

في تحليله العميق، يرى باكفيتش أن “القرن الأميركي” — الذي ابتدأ مع نهاية الحرب العالمية الثانية — كان قائماً على وهمٍ مؤسس، يجعل من الولايات المتحدة حَكماً أخلاقياً للعالم، بينما تمارس هيمنة عسكرية واقتصادية مباشرة وغير مباشرة.
يقول المؤلف:
“لقد بنينا مشروعاً إمبراطورياً باسم الحرية… والحرية لم تكن يوماً هدفنا الفعلي.”
وهو بذلك يفضح التناقض البنيوي بين الشعارات الليبرالية التي تصدرها أميركا، وبين ممارساتها الواقعية في مناطق مثل فيتنام. أمريكا اللاتينية. وأفغانستان.
الداخل الأميركي في مواجهة أزمته
ما يميز كتاب باكفيتش أنه لا ينشغل فقط بالمجال الدولي. بل يربط بين تدهور الداخل الأميركي ومشروع التوسع الخارجي. فبينما تُهدر التريليونات على الحروب. يعاني الأميركي العادي من فقدان الرعاية الصحية. والتعليم المكلف. وتزايد انعدام الأمن الاجتماعي.
كتب باكفيتش:
“لا يأتي تهديد أميركا من قوى خارجية، بل من الداخل: من نخب تخلت عن المجتمع، ومن قيم استُبدلت بالأسواق.”
سقوط “الاستثنائية الأميركية”
هكذا يُعد باكفيتش من بين أبرز المفكرين الذين نقدوا مقولة “الاستثنائية الأميركية”. عندما تفترض تفوقًا أخلاقيًا وثقافيًا ذاتيًا لأميركا. لكنه يُظهر كيف أن هذه الفكرة خدمت مشروعاً إمبراطورياً متغطرساً. لا يختلف كثيراً عن الاستعمار الأوروبي الذي سبقه.
“الاستثنائية كانت درعاً أيديولوجياً لاختراق العالم… لكنها اليوم درعٌ مكسور، لا يحمي حتى الداخل.”
أهمية الكتاب عربياً
بينما تنبع أهمية Twilight of the American Century بالنسبة للقارئ العربي من كونه يكشف. من داخل المؤسسة الأميركية. ما كان يُصوَّر لنا في الإعلام كـ”حقيقة مطلقة”. إذ يقدّم نقداً نادراً للأدوار التخريبية التي لعبتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ويعري منطق التدخل تحت لافتات “التحرير والديمقراطية”. بينما الواقع كان تفكيكاً للدول وتفجيراً للمجتمعات.
خاتمة: قراءة في ما بعد الوهم
كما إن كتاب أندرو باكفيتش ليس تأريخاً فحسب.بل تشخيصٌ لزمنٍ ينقضي. هكذا يكشف لحظة انتقال من وهم القدرة اللامحدودة. إلى إدراك محدودية القوة. وبين سطور الكتاب. دعوة صريحة للتفكر في عالم جديد. بينما لا تكون فيه أميركا مركزاً، بل مجرد طرف بين أطراف.
اقرأ أيضًا:
- أفول القرن الأميركي: عرض كتاب Twilight https://alawqat.net/of the American Century
- الاستثنائية الأميركية تحت المجهر: بين السياسة والرمز
- من واشنطن إلى بغداد: حسابات القوة والخراب في زمن الهيمنة