في الطريق إلى الظمأ الأخير

الجفاف في العراق …في الطريق إلى الظمأ الأخير
خالد العاني
في مساءٍ خريفي صامت. تجلس أم علي أمام بيتها الطيني في إحدى قرى الجنوب. بينما تنظر إلى أرضٍ كانت تثمر رماناً وتيناً. وتحمل تحت ترابها تاريخ أجدادها. لم تعد ترى شيئاً سوى التشققات… أرضٌ عطشى. كأنها تبكي بصمتٍ لا يسمعه أحد.
ما عاد في القرى زرعٌ ولا في العيون بصيص أمل. هكذا الجفاف يزحف ببطء. لكنه يترك خلفه جروحاً لا تندمل. هذه ليست مجرد أزمة مياه. بل مأساة وطن يُنسى على ضفاف اللامبالاة. المزارع الذي كان يصحو فجراً ليروي نخيلاً طالما ظله على صغاره، صار الآن غريباً في مدينة لا يعرفها. يحمل معه حزناً وألماً. ولا يحمل شيئاً من تراب أرضه.
في الجنوب، حيث الأهوار تروي حكايات السمك والماء والطين، جفت القصص كما جفت الجداول. بات الحديث عن الهجرة الريفية رقماً تتناقله التقارير. بينما الحقيقة أن كل رقم هو عائلة، ووراء كل عائلة حلمٌ تكسّر.
أن يصل عدد النازحين بسبب العطش إلى أكثر من 140 ألف إنسان، فهذه ليست أزمة طارئة، بل جرح وطني عميق، يتسع بصمت وسط غياب الرؤية والإرادة. الحكومة تُمعن في الصمت، والقرى تُمعن في الرحيل.
من يحرس الحصص المائية و من يمنح البساتين فرصة النجاة .و من يعيد الفلاح إلى أرضه. لا مهاجراً بل سيداً؟
الأزمة ليست فقط في قلة المطر ولا في شحّ النهر، بل في جفاف القرار. الأرض ما زالت هناك. تنتظر ماءً. وتنتظر من يعترف بأنها قلب العراق… وإن عطش القلب. لا يعود الجسد سالماً. الجفاف في العراق
في الصفحة الأخيرة نكتب. لكن هذه القصة ليست النهاية. هي نداء. فلعلّ أحدهم يسمع… قبل أن نصحو ذات صباح.وقد صار كل الجنوب صحراء. وكل الفلاحين نازحين. وكل الحكايات تراباً على الذاكرة.
الكلمات المفتاحية (Keywords):
- الجفاف في العراق
- أزمة المياه في الجنوب
- النزوح بسبب شح المياه
- الزراعة في العراق
- الأهوار العراقية
- تغير المناخ في العراق
- الهجرة الريفية
- مأساة الفلاحين العراقيين
- نضوب الأنهار
- أزمة المناخ والموارد المائية
وسوم بالعربية:
#الجفاف_في_العراق
#أزمة_المياه
#الهجرة_الريفية
#الجنوب_العراقي
#المزارعون_النازحون
#شح_المياه
#الأهوار_العراقية
#التغير_المناخي
#أزمة_الزراعة
#البيئة_في_العراق
#صرخة_جنوب