كارثة بيئية كبرى تهدد العراق: التصحر وشح المياه في ظل النظام السياسي الحالي

كارثة بيئية كبرى تهدد العراق: التصحر وشح المياه في ظل النظام السياسي الحالي
يواجه العراق خطر كارثة بيئية تهدد مستقبله، مع تصحر مساحاته الزراعية، وشح المياه، وتلوث الهواء، وسط تحذيرات دولية متكررة. تعرف على التفاصيل الكاملة في هذا التقرير.
العراق على حافة الانهيار البيئي
تتفاقم الأزمة البيئية في العراق بوتيرة مقلقة، نتيجة تراجع المساحات الخضراء، والتصحر، وشح المياه، وتلوث الهواء. هذه الأزمات تعكس فشلًا طويل الأمد في إدارة الموارد، وغياب الرؤية البيئية لدى النظام السياسي منذ عام 2003، ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
نصف مساحة العراق مهددة بالتصحر
تشير التقارير البيئية إلى أن 39% من مساحة العراق تحولت إلى أراضٍ متصحرة، بينما تواجه 55% من الأراضي الزراعية خطر التصحر، لا سيما في نينوى وواسط وديالى. ويعود ذلك إلى تراجع السياسات البيئية وغياب خطط الاستصلاح الفعالة، كما نhttps://alawqat.net/اقشنا في أزمة التصحر في جنوب العراق.
ويفقد العراق أكثر من 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية سنويًا، في ظل الإهمال البيئي وتغير المناخ، بالإضافة إلى تراجع المساحات الخضراء من 50% إلى 17% فقط خلال العقدين الماضيين.
أزمة مياه خانقة: دجلة والفرات في خطر الجفاف
كشف البنك الدولي أن 80% من مياه الزراعة والصرف الصحي تُلقى في الأنهار دون معالجة، مسببة تلوثًا خطيرًا في مياه الشرب. كما انخفضت مستويات مياه دجلة والفرات إلى أقل من 60% من معدلاتها الطبيعية.
وتتوقع تقارير الأمم المتحدة جفاف النهرين بحلول عام 2040 إذا استمر الإهمال الحالي. لمعرفة تأثير هذه الأزمة على الزراعة، راجع تقريرنا حول الري بالتنقيط في العراق: حل واقعي أم مجرد شعارات؟
عواصف ترابية خانقة وتدهور جودة الهواء
أفادت وزارة الصحة أن بعض المناطق العراقية تشهد أكثر من 300 يوم من العواصف الترابية سنويًا، مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض التنفسية، وهو ما فصّلناه في تأثير العواصف الترابية على صحة العراقيين.
في عام 2023، سجل العراق المرتبة السادسة عالميًا من حيث تلوث الهواء، بتركيز غبار ناعم بلغ 43.8 ميكروغرام/م³، متجاوزًا الحد الآمن عالميًا وهو 5 ميكروغرام/م³ فقط. كما جاءت بغداد في المرتبة 13 بين أكثر عواصم العالم تلوثًا.
تراجع الغطاء النباتي وتأثيره البيئي
أكدت وزارة الزراعة أن 15% من أراضي العراق أصبحت صحاري قاحلة، مع تراجع الغطاء النباتي بشكل كارثي. ويُعد زراعة الأحزمة الخضراء أحد أبرز الحلول المطروحة، لكنها لا تزال دون المستوى المطلوب، بسبب ضعف الدعم الحكومي.
تحذيرات أممية وخطط مؤجلة
تواصل الأمم المتحدة والمنظمات البيئية التحذير من اقتراب العراق من حافة الانهيار البيئي، مع دعوات متكررة إلى تطبيق خطط إنقاذ مستعجلة. في مقترحات الأمم المتحدة لإنقاذ البيئة العراقية، أشير إلى 4 محاور رئيسية:
- زراعة الأحزمة الخضراء
- تنقية مياه الصرف الصحي
- تبني تقنيات ري حديثة
- بناء منظومة وطنية لإدارة النفايات
خاتمة: بيئة العراق في خطر… والحل يبدأ بإرادة سياسية
المشهد البيئي في العراق لا يقل خطورة عن أي ملف أمني أو اقتصادي. ما لم يتحقق إصلاح حقيقي في السياسات البيئية والإدارية، فإن المستقبل القريب سيحمل تداعيات لا تُحتمل على حياة المواطنين وجودة معيشتهم.
مقالات ذات صلة:
- التلوث البيئي في البصرة: خطر صامت
- الري بالتنقيط في العراق: حل واقعي أم مجرد شعارات؟
- نقص المياه ومستقبل الزراعة العراقية
- تأثير العواصف الترابية على صحة العراقيين
- مقترحات الأمم المتحدة لإنقاذ البيئة العراقية
شارك رأيك
هل ترى أن لدى العراق فرصة لتجاوز هذه الكارثة البيئية؟
ما الحل الذي تعتقد أنه الأكثر إلحاحًا؟
👇 شاركنا رأيك في التعليقات!
الوسوم (Tags):
العراق, الكارثة البيئية في العراق, التصحر في العراق, أزمة المياه في العراق, تغير المناخ في العراق, تلوث الهواء في العراق, العواصف الترابية في العراق, جفاف دجلة والفرات, أزمة الزراعة في العراق, بيئة العراق, الأمم المتحدة وتحذيرات العراق, النظام السياسي العراقي, مستقبل البيئة في العراق, أخبار العراق البيئية, تلوث مياه الشرب في العراق