بعد غياب طويل: ليلة المقام العراقي تعود بنكهة الطلبة وإبداع الشباب
بعد غياب استمر لأكثر من 15 عامًا، أطلق معهد الدراسات الموسيقية ببغداد أمسية “كونسيرت مقاماتي” بإبداع طلبة المرحلة الخامسة بقيادة الفنان الشاب عمر رعد. الحفل، الذي استمر التحضير له شهرًا كاملًا، شهد تفاعلًا جماهيريًا كبيرًا مع أنغام المقام العراقي وأغاني التراث الخالد مثل “يا أم عيون حراﮔـة” و”سلم عليه بطرف عينه”.
اقرأ أيضًا: أهمية تسجيل المقام العراقي ضمن قائمة التراث الإنساني
التراث يعود.. والأغاني تروي حكايات بغداد
عزفت الآلات أوتار الحب والحياة، وغنى الشباب لروح بغداد، في ليلة اختلطت فيها مشاعر الفخر والحنين. الأغاني التي تربى عليها العراقيون أعيد تقديمها بروح عصرية دون المساس بأصالتها، مستحضرين عمالقة الطرب أمثال ناظم الغزالي، زهور حسين، سليمة مراد، ويوسف عمر.
الفنان عمر رعد قال في تصريح خاص:
“المقام هو الفاترينة الحضارية للعراق. اليوم، نقدم رؤية موسيقية جديدة تحاكي العصر وتواكب تطلعات الجيل الجديد، مع الحفاظ على الأصالة.”
تعرف على أشهر المقامات العراقية وأنغامها الساحرة
آراء المشاركين: رسالة فنية للجيل الجديد
نبأ نظير، عازفة العود، أكدت أن الهدف الأساسي من الأمسية هو تعريف الأجيال الجديدة بأهمية المقام العراقي، بينما شدد الطالب عمار قيس هاشم على أن “المقام إرث عظيم بدأ بالتلاشي، وعلينا أن نعيده إلى الواجهة بشكل يليق به.”
أزمة مدرسي المقام.. تهديد خطير للهوية الموسيقية العراقية
رغم النجاحات اللافتة التي حققها خريجو معهد الدراسات الموسيقية مثل نصير شمة وكاظم الساهر وهيثم شعوبي، إلا أن المعهد اليوم يواجه أزمة حقيقية: غياب مدرسي المقام .
مدير المعهد علي حسن حذر قائلًا:
“نعيش أزمة حادة بعد تقاعد أساتذة المقام، ونطالب الحكومة بالتحرك العاجل لإنقاذ هذا الإرث الوطني.”
الموسيقار أنور أبو دراغ أضاف بأن الطلبة اليوم استحقوا لقب “أساتذة صغار”، لكن استمرار غياب المدرسين يهدد مستقبل المقام بالكامل.
لماذا يمثل غياب مدرسي المقام خطراً على التراث العراقي؟
المقام .. تراث مهدد يحتاج إلى دعم
رغم تصنيف المقام ضمن قائمة التراث الإنساني غير المادي لدى منظمة اليونسكو، إلا أن هذا الفن العريق يعاني اليوم من ضعف الدعم المؤسسي وقلة الاهتمام الرسمي. إذ يمثل المقام العراقي هوية موسيقية فريدة للعراق، تنفرد بها بغداد ومدن العراق العريقة عن باقي بلدان المنطقة. وفي ظل قلة مدرسي المقام وتراجع الاهتمام بتدريسه للأجيال الجديدة، يصبح الحفاظ عليه مسؤولية وطنية. وقد أكد كثير من الفنانين والموسيقيين أن دعم معهد الدراسات الموسيقية وتمكينه من تأهيل جيل جديد من العازفين والمطربين، هو السبيل الوحيد لضمان استمرار بقاء هذا التراث الغنائي النفيس.
اطلع على تفاصيل تصنيف المقام العراقي ضمن التراث الإنساني العالمي
في الختام: هل يكفي الإبداع وحده؟
إحياء كونسيرت مقاماتي يثبت أن الإرادة الشابة قادرة على صنع الفرق. لكن هل يكفي الحماس الفردي وحده لحماية المقام العراقي من الاندثار؟ سؤال مفتوح يحتاج إلى تدخل رسمي ومجتمعي عاجل.
دعوة للنقاش:
ما هو برأيك أجمل مقام عراقي؟ وهل ترى أن الجيل الجديد قادر على حمل الراية؟