ترامب يسجل رقمًا قياسيًا بفوزه بولايتين منفصلتين: مرحلة جديدة في السياسة الأميركية
واشنطن / الاربعاء 6 نوفمبر2024
في خطوة تاريخية وغير مسبوقة. فاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة. ليصبح أول رئيس أميركي يفوز بولايتين غير متعاقبتين منذ أكثر من 100 عام. وقد أعلنت محطة “فوكس نيوز” Fox News عن فوز ترامب باكراً صباح الأربعاء. كما اشارت إلى تفوقه في ولايتي بنسيلفانيا وويسكنسن،. اللتين كانتا محوريتين في حسم السباق الرئاسي، ومؤكدةً أنه الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
طريق الفوز: الحسم في ولايتي بنسيلفانيا وويسكنسن
في ظل سباق انتخابي شهد منافسة شديدة. بينما استطاع ترامب تأمين ولاية بنسيلفانيا الحاسمة. التي تمنحه 19 صوتاً في المجمع الانتخابي. حيث كانت المنافسة محتدمة مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وكانت نتائج بنسيلفانيا قد حسمت سابقاً فوز بايدن في عام 2020 بفارق ضئيل. بعد أن فاز بها ترامب بنفس الهامش في انتخابات 2016. ولعبت ولايتا بنسيلفانيا وويسكنسن دورًا حاسمًا في تأمين فوز ترامب. مما أفقد كامالا هاريس فرصتها للوصول إلى البيت الأبيض.
إنجاز تاريخي ورقم قياسي جديد
علاوة على ذلك. يشكل فوز ترامب لحظة استثنائية في تاريخ الرئاسة الأميركية. فهو أول رئيس يفوز بولايتين غير متتاليتين منذ أكثر من قرن. ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. هذا الإنجاز يذكرنا بالرئيس غروفر كليفلاند. الذي كان آخر رئيس يفوز بولايتين غير متتاليتين في أواخر القرن التاسع عشر.
ورغم أن ترامب واجه خلال ولايته الأولى مساءلتين من قبل الكونغرس، إضافة إلى كونه أول رئيس سابق يدان بتهم جنائية، إلا أن شعبيته بقيت قوية بين الناخبين، خصوصاً وسط قاعدته المحافظة. وقد ساهمت هذه القاعدة في تأمينه الأصوات الضرورية في الولايات المتأرجحة مثل بنسيلفانيا، مما أتاح له العودة إلى البيت الأبيض.
سباق انتخابي مليء بالأحداث الاستثنائية
بعبارة أخرى .لم يكن السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض عادياً هذه المرة .بل كان مليئاً بالأحداث غير المسبوقة. فالرئيس الحالي جو بايدن انسحب بشكل مفاجئ من الترشح، ليترك الساحة لنائبته كامالا هاريس. والتي قادت حملة انتخابية قوية، لكنها لم تستطع التغلب على حملة ترامب المستمرة والمتجددة. كما تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال خلال فترة الانتخابات، مما زاد من اهتمام الإعلام وتكثيف التغطية حول حملته والضغوط التي يتعرض لها.
كما شهدت هذه الانتخابات إنفاقًا ماليًا ضخمًا. حيث صُرفت مليارات الدولارات خلال شهور من الحملات الانتخابية المحمومة. وسط استقطاب سياسي حاد وانقسامات واسعة بين الناخبين الأميركيين. وعلى الرغم من زعمه السابق في عام 2020 بأن الانتخابات كانت مزورة. فإن ترامب أكد للصحافيين هذه المرة أنه سيقبل بنتائج الانتخابات في حال كانت عادلة، ليعزز مصداقية السباق هذه المرة.
تداعيات العودة للرئاسة على المشهد الأميركي
بينما يثير فوز ترامب بولاية جديدة العديد من التساؤلات حول مستقبل السياسات الأميركية. خصوصاً وأنه يعود للرئاسة في وقت يشهد فيه العالم توترات إقليمية ودولية متزايدة. ويبدو أن عودته ستحمل تغييرات كبيرة في السياسة الداخلية والخارجية. إذ لطالما اتسمت سياساته بمواقف صارمة إزاء عدة قضايا. بما فيها التجارة الدولية، والهجرة، والسياسة تجاه الصين وإيران.
الخاتمة
إن فوز دونالد ترامب بولاية جديدة يُعتبر علامة فارقة في التاريخ السياسي الأميركي. وتجسيداً لقوة نفوذه وشعبيته المتجددة. وتبقى المرحلة القادمة مثيرة للترقب. إذ سيواجه ترامب تحديات كبرى في إعادة توحيد البلاد بعد سنوات من الانقسامات العميقة. والعمل على تنفيذ رؤيته للولايات المتحدة في ظل الظروف السياسية الحالية.