لماذا يغادر عشرات الآلاف سويسرا كل عام رغم جودة الحياة؟

لماذا يغادر عشرات الآلاف سويسرا كل عام رغم جودة الحياة؟
قد تبدو سويسرا بلدًا جاذبًا للهجرة، بفضل اقتصادها المزدهر ومستوى المعيشة المرتفع، ولكن الأرقام الحديثة تكشف جانبًا مغايرًا: أكثر من 90 ألف شخص يغادرون البلاد كل عام. فلماذا تحدث هذه الهجرة المعاكسة؟ ومن هم أولئك الذين يقررون الرحيل بعد الوصول؟
تشير بيانات رسمية أن 40% من الوافدين يغادرون خلال أول خمس سنوات، وأن البرتغاليين يتصدرون معدلات العودة إلى الوطن بنسبة 83% (🔗 رابط المصدر).

سويسرا: بلد الاستقبال والمغادرة في آنٍ معًا
مع أكثر من 1.85 مليون وافد بين عامي 2014 و2023، تظل سويسرا من الدول الأوروبية الأعلى استقبالًا للمهاجرين. ومع ذلك، تظهر البيانات أن 800 ألفًا منهم غادروا بالفعل في الفترة نفسها.
هذا يُشير إلى أن قرابة نصف المهاجرين لا ينوون الاستقرار طويل الأمد، ما يعكس واقعًا أكثر تعقيدًا مما توحي به أرقام الوافدين فقط.

📊 تعرف على معدلات الهجرة حسب الجنسية.
من يغادر ولماذا؟ الأسباب متعددة
1. تصاريح الإقامة: العامل الحاسم
أنواع الإقامة المؤقتة مثل تصريح B وL تمثل الأغلبية بين الوافدين. وبحسب المكتب الفدرالي للإحصاء, فإن:
- أكثر من 70% من حاملي تصريح L يغادرون البلاد في غضون سنوات قليلة.
- حتى من حصلوا على تصريح B، فإن نصفهم تقريبًا يغادرون لاحقًا.
💡 الرابط بين الإقامة والعمل قوي جدًا. في حال فقدان الوظيفة أو الوصول لسن التقاعد، يُصبح الاستمرار صعبًا.
2. تحديات سوق العمل
من لا يتقن اللغات الوطنية أو يحمل شهادات غير معترف بها يواجه صعوبة في الاندماج المهني. كما أن فرص العمل المتدنية أو المؤقتة تدفع البعض لاعتبار تجربتهم “مؤقتة بطبيعتها”.
👈 مزيد من التفاصيل: العمل والاندماج في سويسرا
3. الحنين إلى الوطن
في حالات مثل الجالية البرتغالية، تلعب العاطفة تجاه الوطن الأصلي دورًا كبيرًا في قرار العودة، خصوصًا عند التقاعد أو تحسّن الظروف الاقتصادية في بلد المنشأ.

البرتغال: وجهة العودة الأولى
تمثل الجالية البرتغالية واحدة من أكبر الجاليات الأجنبية في سويسرا. وتُظهر الإحصائيات أنّ:
- نحو 87% من البرتغاليين المغادرين يعودون إلى البرتغال.
- أكثر من 60% من حالات العودة تحدث بعد سن الأربعين.
🔗 تعرف على البرنامج الحكومي البرتغالي لتشجيع العودة الذي ساهم في ارتفاع نسب العودة مؤخرًا.
الهجرة الأوروبية الجديدة: مؤقتة بطبعها؟
منذ دخول اتفاق حرية تنقل الأشخاص حيّز التنفيذ في 2002، أصبحت الهجرة الأوروبية إلى هذا البلد أكثر ديناميكية وتنقلًا. فالكثير من الألمان، الفرنسيين، والإيطاليين يقيمون لسنوات معدودة قبل الانتقال لبلد آخر.
📌 اقرأ أيضًا: الهجرة الدائرية الأوروبية وأثرها على سويسرا
هل تسعى سويسرا للاستقرار أم التجربة؟
تشير نتائج استطلاع أجري عام 2021 إلى أن:
- ثلثي المهاجرين يرغبون بالبقاء مدى الحياة.
- ولكن الواقع يُظهر أن 60% يغادرون خلال 11 سنة.
هذا التناقض يكشف أن التخطيط طويل الأمد للهجرة لا يضمن بالضرورة الاستقرار الفعلي، خاصة في ظل عوامل مثل تصاريح الإقامة، تحديات العمل، أو التعلّق بالوطن.

خلاصة: بين الجذب والعودة
سويسرا ليست مجرد وجهة للهجرة، بل هي أيضًا محطة انتقالية للكثيرين. وبينما تظل الدولة من بين الأعلى استقطابًا في أوروبا، فإن معدل المغادرة المرتفع يعكس تحديات حقيقية في مسار الاستقرار والاندماج.

كلمات مفتاحية: الهجرة إلى سويسرا، هجرة العودة، الإقامة في سويسرا، الجالية البرتغالية، سوق العمل السويسري، تصاريح الإقامة، سويسرا 2024
وسوم: #الهجرة_إلى_سويسرا #هجرة_العودة #المهاجرون_في_سويسرا #تصاريح_الإقامة #الجالية_البرتغالية #العمل_في_سويسرا #سويسرا