العراق بين العاصفة الإقليمية والتصدّع الداخلي: انتخابات مهددة ومخاوف من تكرار السيناريو السوري
المشهد السياسي في العراق يزداد تعقيداً مع اقتراب الانتخابات. وسط مخاوف من تكرار سيناريو سوريا.وتصدّع داخل الإطار التنسيقي الشيعي. وصراع حول ولاية ثانية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني. مع ضغوط إقليمية ودولية قد تؤدي إلى تأجيل الاقتراع.
بغداد – أوقات.
تحذيرات من خطر داخلي يهدد وحدة العراق
النائب يوسف الكلابي أطلق تحذيرات مثيرة للجدل، مشيراً إلى وجود مخطط داخلي وخارجي قد يعيد سيناريو سوريا داخل العراق. وقال إن “رئاسة الوزراء الشيعية باتت في دائرة الخطر”، ملمّحاً إلى إمكانية حصول انقلاب أو فصل أجزاء من العراق، خصوصاً في المنطقة الغربية. وأضاف أن “الكرد ماضون في مشروعهم لتأسيس دولة كردستان، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد”.
الانتخابات المقبلة… موعد غامض ومخاطر محتملة
رغم تحديد 11 تشرين الثاني المقبل موعداً لإجراء الانتخابات بمشاركة نحو 8 آلاف مرشح، إلا أن الشكوك تتزايد بشأن الالتزام بهذا التاريخ. نائب شيعي كشف عن ثلاثة مستويات من المؤشرات:
- وصول معلومات من دول إقليمية ودولية تؤكد أن الانتخابات لن تُجرى في موعدها.
- ضغوط خارجية لدفع القوى السياسية نحو التأجيل.
- حالة إحباط عام داخل الكتل السياسية بسبب تصاعد التوترات الإقليمية.
وبحسب مراقبين، فإن توقف النشاط الانتخابي للزعامات السياسية خلال الشهر الأخير يعكس وجود “حدث كبير” مرتقب قد يفرض نفسه على جدول السياسة العراقية.
السوداني يبحث عن مخرج قبل العاصفة
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اتجه نحو سلطنة عمان في محاولة لإيجاد شبكة أمان سياسية للعراق في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل.
في المقابل، وصف عزت الشابندر المشهد بـ”العاصفة الهائجة” التي قد تستهدف العراق بمختلف مكوناته، بينما ذكّر الوزير الأسبق هوشيار زيباري بتوقعاته السابقة حول اندلاع حرب إقليمية، مؤكداً أن “شهر أيلول سيكون حاسماً”.
المالكي: تأجيل الانتخابات تهديد للنظام السياسي
نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، حذّر مراراً من خطورة تأجيل الانتخابات، مؤكداً أن ذلك قد يؤدي إلى “سقوط النظام السياسي”. ويرى خبراء أن تحذيرات المالكي قد تكون إما نتيجة معلومات دقيقة حصل عليها، أو مجرد جزء من الصراع الانتخابي لمحاولة إضعاف الخصوم.
الإطار التنسيقي… نحو التفكك
الإطار التنسيقي الشيعي الذي يقود الحكومة منذ عامين، يواجه أزمات متفاقمة. مصادر سياسية تشير إلى ثلاثة عوامل للتصدع:
- خوض قواه الانتخابات بشكل منفرد مما يضعف وحدته.
- الانقسام حول ولاية ثانية للسوداني، حيث يعارضها المالكي ويدعمها العامري والفياض.
- تراجع النفوذ الإيراني على الفصائل المسلحة بفعل الضغوط الدولية، ما أضعف تأثيرها السياسي داخل العراق.
التعاون الأمني العراقي – الإيراني لمواجهة التهديدات
على صعيد أمني، زار قائد قوات الأمن الداخلي الإيراني العميد أحمد رضا رادان بغداد، حيث بحث مع وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ملفات تتعلق بمكافحة الجريمة المنظمة وضبط الحدود. وتطرّق الاجتماع إلى تهريب السلاح الذي تؤكد طهران أنه “يزداد بتحريض إسرائيلي” عبر المناطق الحدودية المشتركة.
خاتمة
المشهد العراقي يبدو مفتوحاً على سيناريوهات خطيرة، بين تصدّع داخلي وصراعات انتخابية وضغوط خارجية، في ظل احتمال اندلاع حرب إقليمية قد تجعل العراق في قلب العاصفة. ومع بقاء موعد الانتخابات غامضاً، يبقى مستقبل العملية السياسية على المحك، بانتظار ما ستؤول إليه الأسابيع المقبلة.
الكلمات المفتاحية (Keywords)
العراق، الانتخابات العراقية 2025، محمد شياع السوداني، نوري المالكي، الإطار التنسيقي الشيعي، تقسيم العراق، السيناريو السوري، إيران وإسرائيل، الأزمة السياسية العراقية.
الوسوم (Tags)
#العراق #الانتخابات_العراقية #الإطار_التنسيقي #محمد_شياع_السوداني #نوري_المالكي #الأزمة_السياسية #إيران #إسرائيل