العراق يشتعل حرّاً: تعطيل الدوام في 7 محافظات وسط غياب حكومي

Advertisements

العراق يشتعل حرّاً: تعطيل الدوام في 7 محافظات وسط غياب حكومي

سبع محافظات تعلن التعطيل: الحر لا يُحتمل

أعلنت الحكومات المحلية في كل من البصرة. ذي قار. ميسان. كربلاء، الديوانية. بابل.وواسط. تعطيل الدوام الرسمي ليوم الأحد 27 تموز 2025. بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة . بينما تجاوزت في بعض المناطق عتبة الخمسين مئوية، وفق تقارير هيئة الأنواء الجوية.

وبحسب البيانات الصادرة من دواوين المحافظات، فإن “القرار جاء حرصًا على سلامة المواطنين والموظفين”، وسط تحذيرات من تعرّض السكان لـ”ضربات شمس” أو أضرار صحية مباشرة، خصوصًا في البيئات الفقيرة التي تفتقر إلى بنية تحتية مناسبة لمقاومة الظروف المناخية.


🔻 استثناءات محدودة ومخاوف واسعة

استثنت بعض المحافظات الدوائر الحيوية مثل الخدمات العامة، الصحة، الكهرباء من قرار التعطيل، مؤكدة أن هذه المؤسسات ستواصل عملها لضمان استمرار الخدمات الأساسية.
لكن نشطاء ومدنيين أبدوا قلقًا واسعًا من ضعف التنسيق وغياب خطة طوارئ وطنية حقيقية، رغم أن العراق يواجه موجات حرّ سنوية منذ أكثر من عقد.


🔻 هيئة الأنواء الجوية توضح.. ولكن!

كانت هيئة الأنواء الجوية قد نفت الشائعات التي تحدثت عن تسجيل 65 درجة مئوية، لكنها أكدت أن الحرارة ستتجاوز 50 مئوية في بعض المناطق، لاسيما الجنوب والفرات الأوسط، مشيرة إلى أن ذروة الموجة اللاهبة ستكون يوم الأحد.

وبرغم هذا التحذير المسبق، لم تتخذ الحكومة المركزية في بغداد أي إجراءات وقائية واضحة، ما يضع علامات استفهام حول قدرتها على الاستجابة لتحديات التغير المناخي المتسارعة.


حكومة بغداد.. غائبة عن مناخ يقتل ببطء

تأتي هذه التطورات في وقت يُتّهم فيه صانع القرار العراقي بالتقاعس التام عن وضع خطط وطنية لمواجهة التغير المناخي.
ورغم ارتفاع درجات الحرارة السنوية وتكرار حالات الوفاة بسبب الإجهاد الحراري، لا توجد حتى الآن استراتيجية واضحة للحد من الكارثة البيئية القادمة.

وفي الوقت الذي تنشغل فيه حكومة بغداد بالصراعات السياسية والموازنات الخلافية، يعاني المواطن العراقي من الحر والجفاف والانقطاع المستمر للكهرباء، في واحدة من أغنى دول العالم بالثروات الطبيعية.


سكان يفتقرون لأبسط وسائل التكيّف

الحر اللاهب الذي يعصف بالمدن العراقية لا يجد أمامه سوى منازل طينية بلا تكييف وكهرباء تتعطل مع أول ضغط حراري.
أهالي مناطق الجنوب ووسط العراق يشتكون من انعدام الدعم الحكومي:

“لا كهرباء، لا مياه باردة، ولا حتى مظلات واقية في الشوارع. الحكومة تنتظر أن نموت كي تتحرك؟” هكذا علّق أحد سكان البصرة لمراسل محلي.


بين التكييف السياسي والتجاهل البيئي

في وقت تزداد فيه الموازنات الدفاعية والسياسية تضخمًا، تغيب مخصصات حقيقية للتكييف البيئي والمجتمعي.
ويعتبر مختصون أن الحكومة العراقية لا تأخذ تغير المناخ على محمل الجد، رغم تحذيرات الأمم المتحدة بأن العراق من بين أكثر خمس دول هشاشة مناخيًا في العالم.


🔻 خاتمة: حرارة قاتلة وصمت رسمي

تعطيل الدوام هو مجرد رد فعل مؤقت، لا يرتقي إلى مستوى المسؤولية المناخية.
مع كل موجة حرّ، يُكشف الستار عن نظام سياسي عاجز عن حماية مواطنيه من أبسط الكوارث الطبيعية، فكيف له أن يدير دولة؟

العراقيون لا يحتاجون فقط إلى قرار تعطيل، بل إلى دولة حقيقية تعرف معنى “الإدارة الوقائية”، قبل أن يتحول الحرّ إلى مأساة موسمية.

Exit mobile version